منتديات السند
قالوا عن الزلزال Bsmellah
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قالوا عن الزلزال Welcome
ادارة المنتدي قالوا عن الزلزال Kiss

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات السند
قالوا عن الزلزال Bsmellah
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قالوا عن الزلزال Welcome
ادارة المنتدي قالوا عن الزلزال Kiss
منتديات السند
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قالوا عن الزلزال

اذهب الى الأسفل

قالوا عن الزلزال Empty قالوا عن الزلزال

مُساهمة  haykel السبت 08 مايو 2010, 18:02

السلام عليكم ورحمة الله.
إخواني هذا الموضوع أعجبني وأحببت أن أشارككم فيه.


-مأخوذ من موقع فضيلة الشيخ محمد حسان:

.قالوا عن الزلزال .

هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم ، في هذا اليوم الكريم المبارك وكعادتي حتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا ، فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في هذا الموضوع المهم في العناصر التالية :
أولاً : إنه من فعل الطبيعة .
ثانياً : ونقول : إن في ذلك لآية .
ثالثاً : الزلزال والزلزلة .
وأخيراً : هل من توبة .
فأعيروني القلوب والأسماع، والله ما أخرني عن الحديث في هذا الموضوع الكبير ، إلا أنني انشغلت بقضيتين جليلتين كبيرتين، كان من الواجب اللازم أن أرد فيهما ، وأن أبين الحق ألا وهما: قضية الفرقان الحق ، أما القضية الثانية فكانت ذوداً عن أمنا أم المؤمنين، عن حبيبة رسول الله r عائشة رضي الله عنها وأرضاها .
ثم نتحدث اليوم عن هذه القضية الكبيرة ، إذ إنني أدين الله أنه لا ينبغي أن يكون الدعاة والعلماء بأطروحاتهم وموضوعاتهم في جانب ، وأن تكون البشرية عامة والأمة خاصة بمشكلاتها وأزماتها ، في جانب آخر .
فمهما تكلم العلماء ، خبراء الأرصاد ، وعلماء الجيولوجيا ، والمتخصصون في الزلازل إلى غير ذلك ، فأن الأمة تظل منتظرة ، أن تسمع كلمة العلماء ، تظل الأمة تنتظر أن تسمع الحق من كتاب الله ، ومن كلام الصادق سيدنا رسول الله r .
ومن ثم فأنا أتحدث اليوم عن هذا الموضوع بع ما قرأت كلمات خطيرة تفوه بها الكثيرون ممن ينتسبون إلى العلم التخصصي .
أولاً : قالوا عن الزلزال .
قالوا : إنه من فعل الطبيعة ، أحبتي في الله : أقرر وأؤكد من البداية ، أنه يجب علينا نحن المسلمين أن نحترم ، ونقدر العلم الحديث ، والإدراك البشري ، لكن في الحدود التي حدها لنا الرب العلي ، حتى لا نسير في التيه والضلال بلا دليل أو برهان ، وحتى لا نصل في نهاية هذا الطريق ، إلى أن نجعل من العلم الحديث ، والإدراك البشري نداً للرب العلي .
فالإسلام لا يطمس نور العلم أبداً ، والإسلام لا يصادم إبداع العقل البتة لكن الإسلام يأذن للعلم وللعقل أن يبدعا في مجال محدد ، ولا ينبغي أن يتجاوز العلم ، أو العقل على السواء .
لا يستقل العقل دون هداية
كالطرف دون النور ، ليس بمدرك
نور النبوة مثل نور الشمس
فإذا النبوة لم ينلك ضياؤها
طرق الهدى محدودة إلا على
فإذا عدلت عن الطريق تعمدا
يا طالباً درك الهدى بالعقل دو


بالوحي تأصيلا ، ولا تفصيلا
حتى يراه بكرة وأصيلا
للعين البصيرة فاتخذه دليلا
فالعقل لا يهديك قط سبيلا
من أم هذا الوحي والتنزيلا
فأعلم بأنك ما أردت وصولا
ن النقل لن تلقى لذاك دليلا

الإسلام لا يصادم الإدراك البشري ولا يصادم إبداع العقل ، وما يؤصله ، ويقرره العلم الحديث ، بل إن أول آية نزلت على قلب النبي r الأمي الذي علم المتعلمين ، وسبق العلماء والمبدعين والمفكرين، إن أول آية نزلت على قلبه تدعو إلى العلم:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق / 1-5] فصفة العلم من أجل صفات الله جل وعلا ، فالله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون ، فالله سبحانه وتعالى هو العليم الخبير الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، قال سبحانه وتعالى : {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } [ لقمان /32] .
قال سبحانه وتعالى : {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[الأنعام/59] .
فالإسلام لا يحارب العلم بل يدعو إلى العلم، ولا حرج يا شباب، أن يفسر العلماء الزلزال تفسيرا علميا ، ولا حرج ، لا حرج أن يخرج علينا المتخصصون ويقولون: الزلزال هِزة أو هَزة أرضية تصيب الأرض، بسبب حدوث خلل في بعض أجزاء القشرة الأرضية ، أو بسبب فوران البراكين ، أو بسبب تصدع أو انفجار لضغط البخار ، في باطن الأرض.
لا حرج هذا تفسير علمي للزلزال ، لا نصادمه ولا ننكره ، إذ إنه لا تعارض بين الأسباب، والحكم ، لا تعارض بين الأسباب و الحكم فلا حرج أن نفسر الزلزال تفسيراً علمياً، لكن الحرج كل الحرج ، أن يخرج علينا من العلماء من ينسبون الزلزال إلى الطبيعة، ثم يقولون : إنه من فعل الطبيعة وإن الزلزال لا صلة له بالله ولا دخل له في قدر ولا دين، ولا علاقة له بمعصية أو إيمان كلا، كلا، كلا، نرفض ذلك رفضاً بَيِّنا وسندلل على ذلك بالقرآن والسنة.
هذا قول مرفوض بل إن من أعجب ما قرأت في هذا الباب ما قاله عالم الطبيعة الإنجليزي الشهير (( سير جيمس )) وأنا استشهد بقولة عالم إنجليزي ، وسأستشهد بقولة عالم أمريكي ، لأن كثيراً من هؤلاء العلماء لا يصدقون الوحي الرباني ، إنما هم يركعون في محراب الوحي الأوربي والأمريكي .
يقول سير جيمس : لقد كان العلم القديم يقرر تقرير الواثق أن الطبيعة لا يمكن أن تسير إلا في طريق واحد ، هو ذلك الطريق الذي رسم لها من البداية ، لتسير فيه من بداية الزمن إلى نهايته .
ثم يمضي هذا العالم الإنجليزي ويقول : أما العلم الحديث فكل ما يستطيع أن يقرره إلى الآن ما هو إلا احتمالات ، أما ما يجب أن يكون فهو أمر موكول إلى الأقدار ، مهما تكن حقيقة هذه الأقدار ، هذا كلام عالم إنجليزي ، وإن كنا نود أن نضع له هامشا علا كلامه الأخير : مهما تكن طبيعة هذه الأقدار فنحن ندين الله كموحدين ، بأن القدر لا مشيئة له ، وبأن القدر لا إرادة له إنما هي مشيئة الله ، وإرادة الله تبارك وتعالى .
ومرتبة المشيئة والإرادة ، إنما هي المرتبة الثالثة من مراتب القدر الأربع : فالقدر له أربع مراتب .
المرتبة الأولى : مرتبة العلم . والمرتبة الثانية : مرتبة الكتابة . والمرتبة الثالثة : مرتبة المشيئة والإرادة .
والمرتبة الرابعة : مرتبة الخلق ، لقد فصلت ذلك تفصيلا في دروس العقيدة ، ولله الحمد .
ومن جميل ما قاله هذا العالم الأمريكي المتخصص (( مارد إستانلي )) يقول : إن كل العلوم التي يصل إليها الإنسان تبدأ بالاحتمالات وتنتهي بالاحتمالات كذلك ، وليس باليقين ، إن كل العلوم التي يصل إليها الإنسان تبدأ بالاحتمالات وتنتهي بالاحتمالات كذلك ، وليس باليقين .
ثم يقول : ولذا نرى أن العالم حين يصل إلى قانون أو نظرية يقول : هذا آخر ما توصلنا إليه ، ثم يدع الباب بعد ذلك مفتوحاً ، لما يأتي من التعديلات ، انتبه معي لكل لفظة ، هذه الكلمات على اختصارها تقرر وتؤكد حقيقة علمية مذهلة ، ألا وهي أن كل ما يصل إليه الإنسان عن طريق التجربة والقياس ، فعلماء الأرض مجمعون على أن الإنسان لا يصل إلى نتيجة علمية في أي جانب إلا بالتجربة والقياس وهم مجمعون على أن هذه الوسيلة لا تؤدي إلى نتائج يقينية ، إنما تؤدي إلى نتائج ظنية ، هذا إجماع من علماء الأرض .
إذن الإنسان ما دام هو الذي يبحث عن النتيجة العلمية ، فستأتي النتيجة حتما مصبوغة بصيغة الإنسان من ضعف ومحدودية وجهل وقصور ، فالإنسان محكوم بجهله ، بضعفه ، بخطئه ، بتقصيره ، فإن عاش الإنسان في زمان ، فهو لا يعيش في غيره ، وإن عاش في مكان ، فهو لا يعيش في غيره في آن واحد .
ومن ثم تأتي نتائجه مصبوغة بصبغته وخصائصه ، من قصور ، وجهل ، وضعف فالحقائق اليقينية المطلقة ، هي التي يقررها القرآن ومحمد عليه الصلاة والسلام ، لأنه وحي من الله جل وعلا ، قرآن وسنة .
ومن ثم ينقسم العلماء بعد هذا التأصيل المهم الذي أصلت إلى صنفين :
الصنف الأول : العلماء الذين لا يزدادون بالاكتشافات العلمية والآيات الكونية إلا إيماناً وتسليماً ، وإذعاناً وانقياداً وحباً لله جل وعلا ، أسأل الله أن نكون مع هؤلاء الأخيار .
أما الصنف الثاني : فهم الذين لا يزدادون بالاكتشافات العلمية والآيات الكونية إلا غرورا وكبرا وعنادا وإعراضا واستعلاء .
ومن هؤلاء الذين رفعوا عقيرتهم في الأيام الماضية ، وخرجوا علينا بهذه الكلمات الخطيرة ، وقالوا بأن الزلازل والبراكين والعواصف الثلجية ، وغير ذلك من الظواهر إنما هي ظواهر طبيعية مجردة بفعل الطبيعة ، لا صلة لها بالله ولا علاقة لها بدين ، ثم تعجبوا من علماء المسلمين الذين أرادوا أن يصبغوا هذه الآيات الكونية ، وهذه الظواهر العلمية بالصبغة الشرعية ، ودللوا على ذلك بآيات رب البرية ، وكلام سيد البشرية استهزأوا بهؤلاء وسخروا منهم وقالوا : عجبا لهؤلاء العلماء أو لهؤلاء المسلمين يريدون أن يدخلوا أنوفهم حتى في الزلازل والبراكين ، حتى في هذه العواصف الثلجية ، والظواهر الطبيعية .
وهذا هو ما نقرره أيها الأفاضل ونقول : إن في ذلك لآية .
وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء ، فإننا نحن الموحدون نعتقد اعتقاداً جازماً أنه ما من ذرة في هذا الكون ، من عرشه إلى فرشه ، إلا وهي في قبضة الملك ، لا يقع شيء في الكون إلا بعلمه وبأمره ، وتحت سمعه وبصره ى أقول تسقط قنبلة أو قذيفة أو صاروخ ، أو طائرة فحسب ، بل لا تسقط ورقة من شجرة أو نخلة في بقعة من بقاع الأرض كلها إلا بعلم الملك ، وتحت سمعه وبصره : {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[الأنعام/59] .
فالمؤمن يؤمن بأن كل شيء في الكون بقدر ، ولا يصح للمؤمن إيمان إلا إن آمن بالقدر ، خيره وشره ، كما قال سيد وإمام المرسلين r حين سأله جبريل ما الإيمان ؟ قال: (( أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) (1) (( أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) .
هذه أركان الإيمان ، لا يصح إيمانك البتة إلا بها ، وإن حققتها فالزلازل والبراكين التي ضربت شرق آسيا والعواصف الثلجية ، التي ضربت شمال أمريكا كلها آيات من آيات رب الأرض والسماوات ، تقع في الوقت الذي يشاء ، وفي المكان الذي يشاء وبالقدر الذي يشاء .
تدبر قول رب الأرض والسماء {وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} اللهم اصرف عنا السوء {وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد/11] .
أين أجهزة الإنذار المبكر للزلازل والبراكين ، أين كانت الأجهزة، أين كان العلم، لقد ارتفع الموج نتيجة للزلازل إلى أربعين متراً في السماء، لقد وصلت سرعة الموج إلى ألف كيلو متر في الساعة الواحدة، لقد دمرت حضارات وأبيدت بيوت، وهاج الناس ، وماجوا ، ووقع الناس في أمر مريج وهدم ما شَّيد في الدهور، وكأن إسرافيل قد نفخ في الصور ، في ثوان معدودات.
يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا
يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا
زلازل تخشع الصم الصلاب لها
مضى دقيقة يرج الأرض
مضى دقيقة يرج الأرض
ماجت بهم أرضهم حتى كأنهم


لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
وكيف يقوى على الزلزال أحياء
فانصدعت عن منظر فيه الناس عشواء
فانصدعت عن منظر فيه الناس عشواء
ركاب بحر تعلوه الريح هوجاء

{وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } [الرعد/11]
فالزلازل والبراكين والعواصف الثلجية إلى غير ذلك ، إنما هي آيات من آيات رب البرية، إنما هي جند من جند الله {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو} [المدثر/31] يرسلها الله تخويفا للكافرين وابتلاء للمؤمنين، وعتاباً للمقصرين والمذنبين، قال رب العالمين:{وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} [الإسراء/59] هل تصدقون الله؟ {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} [الإسراء/59] قال جلا وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ{42} فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [ الأنعام/43،42] قال جل وعلا: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم/41] {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم/41].
فوالله لا ينول بلاء إلا بذنوب البشر ولا يرفع هذا البلاء إلا بالتوبة لرب البشر. روى ابن أبي شيبة في مصنفه والحاكم في مستدركه، وغيرهما بسند صحيح والبيهقي في الدلائل بسند صحيح من حديث صفية بنت أبي عبيد. أن الأرض تزلزلت على عهد عمر بن الخطاب فخرج عمر وقال: ((والله ما تزلزلت إلا لأمر أحدثتموه، والله إن عادت لا أساكنكم فيها أبداً )) ( [1] ) لا إله إلا الله ، والله ما وقع ما وقع إلا بذنوب البشر ، إلا بكفر من أعلن الكفر، وتحدى الله جل وعلا ، والله ما وقع ما وقع ، ولا يقع ما يقع إلا بذنوبنا، وتقصيرنا.
اسمع لربك ، اسمع لربك ، أنا لا أقول هذا من كيسي ولا من عند نفسي قال جل وعلا. {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى/30] آه . . . { وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } قال سبحانه : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً} [الكهف/58] قال سبحانه: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } [الأنعام/65] .
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
لقد دخل الحبيب يوما على زينب أم المؤمنين دخل عليها فزعاً، وفي لفظ: قام يوماً من نومه عندها فزعاً ، والحديث في الصحيحين وهو يقول بأبي هو وأمي: ((لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وحلق النبي r بإصبعيه السبابة والإبهام فقالت زينب أم المؤمنين رضي الله عنها: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : (( نعم إذا كثر الخبث )) ( [2] ) .
وأنا اقسم بالله لقد كثر الخبث، والله لقد كثر الخبث، والله لقد انتشر الكفر، والله لقد عم الظلم الأرض، والله لقد سفكت الدماء، والله لقد حورب رب السماء والأرض بالربا، والله لقد حورب الله بأكل أموال اليتامى، والله ثم والله لقد أكل الحرام، وانتشر الزنا، وكثر الربا ، وشربت الخمور، وحولت بعض أندية الليل الليلَ إلى نهار، في أنحاء الأرض، والله يغار يا موحدون، والله يغار (( أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير من سعد وإن الله أغير مني من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) ( [3]).
والله لولا حلم الله لهلكنا والله لولا عفو الله لهلكنا، لخسف الأرض بأهلها، ثم يبعث الصالحين بعد ذلك على نياتهم، كما، كما قال الصادق في الصحيحين من حديث عائشة اسمع الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، والحديث رواه ابن ماجه والحاكم في المستدرك ، بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر أنه r قال: (( يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها ، إلا فشت فيهم الأوجاع والأسقام التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان ، إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذ بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم )) ( [4]).
فلا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة .
ما الذي أخرج آدم عليه السلام من الجنة ، وما الذي أهلك فرعون وقومه ، وما الذي أهلك قوم عاد ؟ وما الذي أهلك قوم ثمود ؟ وما الذي أهلك قوم صالح ؟ وما الذي أهلك قارون ؟ وما الذي أهلك الطواغيت في كل زمان ومكان ؟
الجواب في كلمة واحدة : نعم إنها كلمة واحدة : إنها المعصية ، إنها المعصية ، شاء الله جل وعلا بهذا الزلزال والأمواج العاتية أن يذكر البشر عامة ، والمسلمين والمؤمنين خاصة ، بكثير من الآيات التي تستحق التدبر والتفكر .
وإن أعظم آية أود أن أذكر بها إخواني جميعا ، أن الله أراد في وقت اهتزت الثقة في القلوب برب العالمين وظن كثير من البشر عامة ، ومن المسلمين خاصة أن أمريكا هي التي تتحكم في الكون ، وتقول للشيء: كن فيكون ، شاء الله أن يثبت لأهل الأرض أن الله هو الملك الحق ، وأنه لا يقع شيء في كونه إلا بأمره ، وإذا أراد الله بقوم سوء لا تستطيع قوة على وجه الأرض ، أن تدفع عن نفسها هذا السوء {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }[الأنعام/17] .
لم تستطع أمريكا أن تحمي شمالها من العواصف الثلجية التي قتلت ودمرت البيوت واقتلعت الأشجار وحبست ملايين الأمريكيين في بيوتهم على الرغم من هذه الحضارة المادية والعلمية الحديثة ، لم يستطع رجل ولا امرأة أن يخرج من بيته ولم تستطع سيارة أن تسير في شارع ، أو طريق { أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ } [ النمل /60] .
ثم ألم تقرأ وتسمع وترى أنه وسط هذه الأمواج العاتية التي اقتلعت البيوت والأشجار وقتلت عشرات الآلاف، ألم تسمع أن وسط هذه الزلزلة المدمرة المرعبة التي نقلت مدناً بكاملها، بل التي فصمت العُرى ، وأبادت سكان المدن والقرى ، ألم تسمع أن الله جل وعلا أراد أن يذكر أهل الأرض وأن يرسل رسالة إلى البشر عامة وإلى المسلمين خاصة ، ببقاء بعض المساجد شامخة تعانق كواكب الجوزاء لم يصيبها أذى أو سوء {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }[ق/37] ، ثم ذكرت إخواني في خطبة العيد بإستاد المنصورة بحديقة الحيوان ، في دولة سيريلانكا بعد هذه الزلازل العاتية والأمواج المروعة دخلت فرق الإنقاذ لحديقة الحيوان الوطنية في سيريلانكا ، لتسعف الجرحى ولتنقل القتلى من البشر ، ومن الحيوانات النافقة لكنَّ الجميع قد ذهل ، بل لقد طاشت العقول ، فلقد قتل من البشر كل من في الحديقة في الوقت الذي لم يقتل في الحديقة حيوان واحد .
يا الله !! ذهل العلماء وطاشت عقول رجال الإنقاذ لم يقتل حيوان واحد في قفصه أو سواء كان حر طليقاً قال بعض العلماء ليزيلوا الدهشة والاستغراب : لا تعجبوا فالحيوانات لها حاسة سادسة تنذر هذه الحاسة الحيوانات بوقوع الزلازل والبراكين، قلت: عجبا لماذا نحاول أن نطمس الحقائق ، وأن نستعلى ونتكبر على الحق ؟! هل رأيتم أيها العلماء المنصفون حيوانا واحد ترك حديقة الحيوان وصعد إلى أعلى قمة جبل حتى لا تصل إليه الأمواج العاتية أو حتى لا تصل إليه الزلازل ؟! لا ، ثم هل رأيتم حيوانا فارق قفصه الحديدي وهرب بعيدا عن الزلزال ، أو الأمواج ، لا إذن لماذا لم تقتل الحيوانات ؟ .

haykel
مشرف عام

عدد المساهمات : 13
نقاط : 33
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى